Friday, March 16, 2007



لا أفهم مسألة الوعي
أفكر، بأنها مثل محطات التلفزيون، أو مفتاح تغيير الموجات في الراديو... فكأني أجدني راديو كبير ومتحرك، ومركب فيه صحن . وكلما غيرت المحطة، تغير شكل الصحن وحجمه وقابليته للاحتواء، كماً وكيفاً. وأجد الوعي وكل ما ينعكس عليه وهم كبير، بناء على هذا التصور.
أعني، أنه مثل لعبة التلفزيون الصغير التي كان يلعب بها الأطفال. ننظر خلالها، ونضغط على مفتاح، لنرى صوراً مختلفة، وربما تعجبنا صورة فنطيل النظر. فلكل منا لعبة كهذه
كنت على وشك تشبيه الأمر بورقة بلاستيكية شفافة ملونة نرى من خلالها، لكني حتى غير واثقة من أن هناك حقاً شيئاً ما وراء هذه الورقة ينبغي أن يرى ..........يعني، ماذا إن كان ورائها ظلاماً؟؟


فبينما نحن الاثنين نرى بعضنا بوضوح، ونلمس بعضنا بوضوح، ونسمع بعضنا بوضوح، فإنني في الحقيقة، لا أرى أنت الذي أنت تراه، وأنت لا ترى أنا الذي أراه، ولا نرى أبداً نفس الأشياء
بهذه الطريقة فإن المساحة المشتركة هي أصلاً وهم غير موجود، ونكون في الحقيقة كأننا نقف في مكان مظلم تماماً، وكل منا يمسك لعبة ينظر بداخلها، شاءت الصدف أن نرتطم في تلك الأثناء وتتداخل بضع موجات
وما يجعل هذه الصدف تتكرر بكثرة، هو أن الطريق ضيق جداً وقصير جدأً ومزدحم جداً، بنفس النهاية ونفس البداية ولا مكان يفضي إليه سوى النظر داخل هذه اللعبة
لكني أعتقد أن هذا لا يقلل من قيمة اللعبة ، ولا يقلل من نشوة الوهم. حتى أنه على افتراض وجود الأرضية المشتركة التي تسمى الحقيقة، فإن المخ، لا يميز بين ما نسميه جدلاً بالحقيقة، والوهم، أو الخيال. فإذا قضمت ليمونة، أو تخيلت أنك قضمت الليمونة، يحدث نفس رد الفعل


أحاول أن أتخيل أن الصحن يتسع، ليشمل كل الصحون الصغيرة والموجات المتداخلة، فتبيض الصورة، وأخف......فأدرك أن اللعبة هي في أن تظل قانعاً بلعبة تغيير الموجات، لتستمتع بالألوان داخل الشاشة الصغيرة.. فالانفصال يعني الظلام التام


ولا أظنني أحتمل الظلام بعد

وكل هذه الكلام لا تشكل فرقاً في الصورة ولا ملليمتراً وحداً، مجرد موجة شاءت الصدف أن ألتقطها