Wednesday, July 12, 2006

العروس الشبح

يصفر في أذني صوت شعرت حينها بأنه يستدعي نوع من الحنين إلى شيء لا أعلمه، لكنه ولد شعوراً مراً، يتكاثر بلا رحمة فوق عتبة صدري، أردت إغلاق الباب... لكني دوماً لا أجيد إغلاق الباب. أجلس وراء الباب المفتوح، وأستمتع بمرأى العابرين على اختلاف أشكالهم... وغالباً، لا يخلفون آثار الأقدام. جميعهم خائفون، من أن يتركوا دليلاً وراءهم... فقد تطورت أفلام الجريمة، وصار الجميع يحفظون قوانين اللعبة. أضحك في سري، إذ أراه واقفاً وراء العتبة المرة، ينادي بصوت مرتعش.......... ينسحق في وسط الضوضاء المحيطة...... ويختلط ظله الضئيل، مع ألوان المغيب
----------------------------------

من قال أن اللعبة عادلة؟؟ من قال أنها جميلة؟؟

الشاشات الكبيرة؟؟.... الأوراق الصفراء؟؟...... أو ربما، هي أغنية العشق المستهلكة تلك

من قال، أن العروس، وراء الطرحة البيضاء، عذراء رقيقة؟؟ ربما، تكون، ساحرة أحرقت في القرون السحيقة، أو ربما تكون..... دمية بلاستيكية ذات وجه مبتسم.... ربما تكون..... لا شيء

أنا

قلت

ثم تناسيت أني فعلت


لقد أخبرت الجميع، بأني أحفظ ملامحك الجميلة، و ثنيات جسدك المثير، عن ظهر قلب


حسناً.......... لقد كذبت


أيتها العروس الشبح

أنا لا أعلم ما تكونين أصلاً

----------------------------------


يقولون بأنك، في صوت الآذان، لكني، لم أستطع الذوبان تماماً بداخله. علق جزء من ثوبي المرقط، في حافة المئذنة. وبقيت معلقة.

وقالوا بأنني سأجدك، في دفء أنفاس الحبيب....... لكن الجليد المتكوم في صدره، كان يتناثر في أنفاسه هو الآخر

تلك الشاشة، تعرض لي عيوناً متعبة، وابتسامات مريرة، لا أريد أن أشاهدها، لم لا أستطيع أن أسحب القابس؟؟


----------------------------------


أيتها العروس الشبح

ربما أنت وراء ذلك السور العظيم..... لكني أسمعك تضحكين في خبث أثيم... لأنك تعلمين

بأنهم متعبون، وحمقى، وبأنهم جلسوا تحت السور العظيم، ولا نية لهم – ولا طاقة – للعبور... وبأنهم مع الوقت، سينسون وجود جانب آخر من الأساس..... وربما سأنضم أيضاً، للجمع الخاسر، ليس عن قصد، لكني الآن متعبة

ولا رغبة لي في رؤيا شفتاك الممتلئتان ولا بتقبيلهما فوق المذبح

أعلم بأنك تشتهينني، تشتهين رؤيتي أركض، وسماع أنفاسي المتقطعة، وقلبي –غير الممرن – ينبض كقطار صدئ

تنتعشين لرؤية تعبير الدهشة والأمل على وجهي، كلما لمست طرف فستانك الشفاف، ثم لسماع صرختي المكتومة، حين تنسحبين عائدة... إلى مكان لا أعلمه

تاركة إياي على حافة خضراء، أصارع شهوتي في إغماض عيني

ثم الاستسلام لقانون جاذبية الأزرق تحت قدمي

----------------------------------

ت

ع

ب


ت

----------------------------------

لا زال ذلك الصوت الغامض، يصفر في أذني

لا أعلم إن كان يقصد مداواتي، أم جرحي

لكني أتبعه على أي حال

إنه الوطن الوحيد الذي أعرفه الآن