Sunday, September 04, 2005

عمى ألوان


أشياء بسيطة تلك التي تمنحني الفرح، مثل أن أجد أحداً يرى الشجر بالأخضر

(1)
- أترين اللون الأخضر كيف يملأ الأفق، يا له من جمال
- ما الذي أصابك يا عزيزتي؟؟؟ إنه أحمر!!
- ؟؟؟!!

(2)
- لم تتشحين بالسواد يا عزيزتي؟؟
- إنه أبيض. لم تقولين سواد؟
- -هل جننت في عقلك؟ إنك متدثرة في السواد!
- ؟؟!!!

(3)
- رأيت فيما يرى النائم، رجلاً كأنه ملاك، لباسه أسود في أسود....
- يا ساتر؟؟؟!! ملاك يلبس الأسود؟؟
- إنه لون الخير يا عزيزتي، لم يعد عقلك يعمل بشكل طبيعي.....

هل جننت حقاً؟؟؟ لم يعد أحد يرى ما أراه.... كل شيء مقلوب...... هل أذهب إلى الطبيب؟؟؟ سيؤكد الطبيب ما يقولون.... لا أدري ما أفعل.... لقد تعبت!.... تعبت....

(4)
عصر دفيء، أتمشى علي أجد بعض السلام، وأجلس تحت الشجرة"الخضراء" التي ربما لا تكون كذلك، على البنش الخشبي..... أغمض عيني..... وأتوه في ممالك من النور المخبأ في الظلمة...... أتناسى في وسطها كل الأشياء... وأذوب مع الدفء
أفيق فجأة وأنتبه لشخص جالس بجانبي، أمسح وجهي وأبتسم في خجل..... لقد رآني نائمة.... ويبتسم هو الآخر
- لابد أن دفء الشمس وسلام الأخضر استدرجاك للنوم
- نعم، لقد استسلمت تما.......... ؟؟؟!!
نظر إلي بعيني مستعجبتين..... ولا غرابة في ذلك فقد فقدت النطق وأخذت أحملق في وجهه
- ما الأمر؟؟؟؟ آه ستقولين أن الشجر أحمر، حسناً لقد أسلمت أمري لحكم الطبيب بأني مصاب بعمى الألوان
- أنت أيضاً.......
- أنا أيضاً ماذا؟
- كنت أظن أنني الوحيدة....
استغرقه الأمر برهة كي يفهم، ثم ما لبث أن ابتسم..... رأيت لونها..... ابتسامة خضراء..... أنا فقط أراها
وأرى المدى "الأبيض"-رغم أنوفهم- ورائها، ورأيت كل اللامنطقي يتمنطق على ضوئها....

يا له من سيناريو شرير، ذلك الذي نصب لي كي أشعر بدهشة هذه اللحظة، كي تنتشلني ابتسامة...


أخذت أضحك
أضحك
أضحك
وانتقلت له العدوى هو الآخر....... وأخذ يضحك
حتى وصلت الضحكات إلى السماء، وامتزجت مع النور وصارت صلوات، امتد صداها بين السحب البيضاء..... نعم البيضاء

رغم أنوفهم